عندما يأتي المساء .. مساحة للهمس الرقيق

ويبقى لليل جمالٌ وشجون
وسهرٌ يطول ويطول
وسهدٌ يضني المحبين
نحتسي كؤوس الأرق
نزداد شوقاً وشغف
نغرق في لجة الحنين
فلا نمل ولا نسأم
هكذا حال العاشقين
ننتظر انبلاج النور
من جوف الظلام
لنجتاز مسافات البعد
نقترب بتماس الأرواح
واختلاط نبض القلب
وتبقى حبيبي أنت
همس مسائي ماحييت

عندما يأتي المساء
تحلو معظم الأشياء
حتى صمته الهادئ
وجوعه للظلام الدامس
مضاجعته لأوهام الأمس
ومسامرته لحلم الغد
مساهرته للنجوم والقمر
مداعبته لأمواج البحر

عندما يأتي المساء
ننسى أين نحن ومن نكون
نغرق في عالم من السكون
نساهر من سكن خيالنا
نغرق في آمالنا
وما تبقى من أمانينا
و تتوالى مرور اللحظات
فنتوغل أكثر في الظلام
تتسع رقعة الأوهام
نلبس ثياب الملل
نحملُ زاد الضجر
نسير في دائرة الحلم
نخطو على طريق الألم
نتراقص على جنون النغم

عندما يأتي المساء
نشعل الحب في مواقد الحلم
نتقابل عند غيمِ الأماني
فتغدو الحياة عذبة معك
ننسى ألم البعد
الساكن هذا القلب
الشغوف للقائك
ونعقد من جديد العزم
على ألا نفترق أبداً
مهما عاندنا القدر

عندما يأتي المساء
أسهر مع وحدتي
وطيفك الذي يقاسمني جنون ليلي
وبعض طقوس سهري وضجري
أبحث عنك في رسائلي القديمة
وفي جعبة ذاكرتي
فأجدك وحدك الساكن خيالي
المتوج على عرش قلبي
خذني حبيبي إليك
دثرني بالماء والثلج
تقشعر الليالي من الفقد
وتمخر الدموع فوق خدود الورد

شهيٌ هذا المساء في حضورك
والتفرد بك
واللقاء معك ولو بالخيال
أو من خلال الحلم
لأشدو معك تراتيل الشوق
وأرتل أهازيج الحب
وأنا معك
أشعر أن الليل يرتدي ثوب الألق
ويدق صنوج الفرح
تهطل المزن من السماء بلا توقف
فتروي بيداء القلب
المتعطش لمطر حضورك
والمساء يمر وكأنه طيف
أو وميض برق
هكذا حبك حبيبي شهي يداهم القلب
ويعزف على رقيق الوتر

عندما يأتي المساء
أنتظر إطلالتك وبلوج جبينك
غرّة المساء
يامن تجلى ّ همسها احساسي
ووتق حرفها بساتين المشاعر
عطرت أنفاس روحك مسائي
فلا تغيبي

عندما يأتي المساء
أسافر معه على سفين الخيال
أضع رأسي على صدر الحلم
لينشر الدفء في أشلائي المبعثرة
تتلألأ عينيَّ بحرقة القهر
تتناثر الدموع
على أنغام الحزن والهموم
كنت أختلق الإبتسامة لثغري
كي أضفي الفرح لحياتك
فتعال إليَّ واقترب مني
واجعلني بين عالمك طيف
تغلغل في قلبي
في مساحات روحي
واغمرني بـحنانك
وابعثه إلى قلبي بـرفق ودفء
تغنى بـتغاريد حبنا
واهمسها بأذني كاللحن الشجي
ثم استند على ذراعي
لنغفو مع ذلك الحلم الوردي

دعوته في هذا المساء الحالم
إلى سويعاتٍ من اللقاء
هناك على شرفتي المقابلة للقمر
بجوار أضواء النجوم الساطعة
التي تتبختر بدلال في السماء
وسحرٌ يغمر كل أرجاء الكون
تعال لنترجم اللحظات في سكون
فكل الأشياء غافية عنا بالآفاق
إلا قلب صام عن سواك ياملاك

لك في هذا المساء
قلبي وأكثر
يارجلاً تذوقت على يديه
طعم السكر
رفعني إلى سابع سماء
حررني من وحدتي
أضفى على حياتي
روعة لاتنتهي
ومهما بقيت قربه
لاأمل ولاأضجر

هذا المساء
اهذي بكِ
ابحث عن عينيكِ
بعيدآ عن مدارات الهموم
بعيدآ عن اثار الشجون
ابحث عن جمال يهذي به كل العقول
لكي يرسي قلبكِ في مرافئ العشق والجنون
ياانثي من ضوء الشموع
ولون زهر الحقول
ابحث عنكِ لـ أقطف ثمار العشق والهوي
فـ وجدت ذاتي تائها وسط اكوم الظنون ..!!!

" مليكَ قلبي "

/////

هاتي من فيكَ البسماتِ --- و إليّ بعرفِ النّسماتِ

/

أشتاقُ إليكَ فراعيني --- و ارحم مكنونَ الخلجاتِ

/

نصّبتكَ في قلبي مليكًا --- تتحكّمُ ما شئتَ بذاتي

/

أنفاسيَ أنتَ تؤجّجها --- و تهيّجَ سيلَ الزّفراتِ

/

فتعالَ أعدْ بسمةَ قلبي --- بحضورٍ باهي الطّلعاتِ

/

قرّب خدّيكَ و ساقيني --- بلماكَ شرابَ ثنيّاتِ

/

و اضممْ ملهوفًا في حضنٍ --- يختالُ بأشهى الثمراتِ

/

و على ذا العودِ فرقّيني --- أدنينيَ بابَ الرّوضاتِ

/

يا روحيَ لا تبقي بجسمي --- أثرًا للهيبِ النّشواتِ

/

أسمعنيَ همسًا يشجيني --- و أذبني بلهبِ الآهاتِ

عندما يحلُ غسق المساء
ويزولُ الشفق من السماء
تقبل نحوي بكل الشوق
تطوقُ خصري وإليك تأخذني
وعلى حفيف وريقات الشجر
وتلاطم أمواج البحر
تراقصني تحت ضوء القمر
تأخذني بين أحضانك
تتشابك الأيدي تختلطُ الأنفاس
ونغرقُ في بحر دافء من المشاعر
إنه حلمٌ أعيشه كل يوم معك
في عالم جميلٍ لايخطر ببال البشر

أيها المسافر في مسائي كالحلم
الخالد في قلبي لآخر العمر
أحبك وسأظل أحبك
إلى أن يخبو الضوء
من وجه القمر
وتغرب الشمس من شرق
العمر
سأظل أحبك
إلى أن تصمت الثواني
وتختفي عقارب الساعات
وسأبقى أحبك
إلى أن أرتوي من سناك
وتهجر روحي زمن المعاناة
وتبقى وحدك رفيق دربي
وبر الأمان
تنام في أحضاني
وتسكن في كل ركن من كياني
إلى آخر يوم من أيام حياتي

وحين يرخي المساء سدوله
على أكتاف الغسق
أقف على شرفتي
أراقب ذلك المكــان
فربما ستعيد تاريخ ذكرياتنا الجميلة
وتأتي بوردتك البيضــاء
لتعلن لي حقيقة مشاعرك نحوي

أشتاقك كلما أقبل المساء
أهفو إليك حين يعتلي الدجى
أفق السماء
فأغمض أهدابي لأحتفظ بصورتك
أخبئها في خيالي أحضنها بقلبي
أسهر معها ليلي أقبلها بشوق
وعندما يهدهد أرجاء عيني السهد
أرنو إلى احتضانك بكل الحب
رغم أنك تقبع في أعماقي
تستوطن أفق خيالي وفكري
فتأخذني من نفسي ويطول السفر
تعبث بأرجاء روحي وتثير شغفي
وحين ألمح وجهك القمري ياعمري
تسحرني فأشتاق إليك أكثر وأكثر
أطيل النظر في عينيك ولاأرتوي
ومازلت ظمأى لأنهل من كوثر حبك

عندما يأتي المساء
تتراءى لعيني كحلم وردي
وشهقة احتياجٍ لوجودك قربي
أضمك إلى صدري بشوق
نبدد مابيننا من البعد
نختزل مسافات الزمن
نخلع صمتنا السقيم
نتحدث بلغة العشاق
وأبجديات لايفقهها سواك
تتقاطر روعة فوق الشفاه
العاشقة لعطر محياك

وتبقى تفاصيلك كل مساء
مقيمة في النبض
رغم البعد ورياح الفقد
أراك في عناق الليل للفجر
وعودة الضياء وانبلاج الصبح
تزورني كل ليلة
فتضفي على حياتي السحر
وتذيب صقيع الشوق
أنتظرك بكل الشغف
المسكون في عمقي
ماذا فعلت بي حبيبي؟
دخلت حياتي وسط الزحام
لتغرس الحب بين ضلوعي
و تتوارى
أبحث عنك
فأجدك تسري مع نبضي
تعبث بين حنايا قلبي
بمجون
وجنون
وعبث
وشغب

ونلتقي كل مساء
فتحلق طيور الفرح
في سماء يومي
ترفرف من حولي
تتفتح زهور عمري
يسكن الربيع حياتي
تتقد بين يديك أشواقي
تبحر مع أمواج هواك
ترسو كالقارب عند شطآنك
تتسامى في مقلتيك
ترتسم كالزهر عند شفتيك
حيث نهاية المطاف إليك
أحملك بين الشريان والوريد
أضمك إلى صدري كالطفل الوليد

أجوب دروب المساء
أبحث عنك
أفتش دفاتري القديمة
وفي جعبة الليل
عن خيط أمل
ربما يوصلني إليك
أحيا على أطلال الأمس
وحلم تقاسمناه ذات يوم
تحت جنح الظلام
حين نامت عنا عيون الكون
رسمناه على خدود الشفق
ترعرع في أحضان القمر
يوم أسرت قلبي
وخطفت أبناء لهفتي
ألا يفديك عمري
هل لي أن أغفو على صدرك
وأنسى همي ؟

أبحث عنك في همسات المساء
عن صدى كلماتك
فلا شيء يبعدني عنك
سوى الموت
وهذا الصباح وفي كل صباح
أقبلُ حيث مكانك المعهود بقلبي
لا أريد أن أتخيلَ أنك بعيد
تعال ففي غيابك أموت
في كل لحظة آلاف المرات

اخبرته
أتدري اني احتاجك.
قال..
أدري أن حضني يشتاقك..
قلت أحن لك.
قال..
وأنا كالطفل أصبحت حين........
...حين ماذا؟
...حين يغفو بأمان بين ذراعيي أمه.
....أتذكر حين زنرت ذراعيك خصري.
...أذكر حين عانقت وجنتيي وجنتيك.
أمام هذا الحوار وقفت صامته لبرهه.أقتربت منه وهمست له .
..أتدري أني اعشق أنفاسك فيعربد الاشتياق في كياني بل يحتل جسدي

اشتقت حبيبي لأمسياتنا الحالمة
بين أحضان المساء
للمسات أناملك
وهي تداعب خصلات شعري
اشتقت لأنفاسك تعطر آمالي
فأنت من استطعت اقتحام قلبي
وطبعت قبلاتك على جدرانه الرطيبة
فصار ينبض بحروف اسمك
وترانيم حبك

أعاهد نفسي كل مساء
أن أنساك
أن أنثرك دمعاً على وجنتي
وتنهيدةٌ في صدري المكتظ
بالأشواق
أغمضُ عيني أستسلم للنوم
فتزورني حتى في الحلم
ليتك تدري كم أهواك
وكم أعشقك

سألني الليل عنك
وقمر المساء
ونسمات الصبح
يارجلاً استوطن النبض
وأدمن وجودك القلب
استوليت بين لحظة وضحاها
على كل مساحات الحب
همس من أجلك الحرف
تراقصت السطور على الورق
مبتهجة بحضورك العذب
استسلمت لك أحاسيسي
عشقتك كل تفاصيلي
حتى وسادتي تحن إليك
يامن سجدت لك مشاعري
وتاهت في حبك عواطفي
يئن القلب من الشوق
تتوق الروح للقرب
تتوه في حبك
فأركض باحثة عنك
عن عطر محياك
ودفء أنفاسك
يامن تطل كالبدر
من وراء الأفق
فيرتدي الكون ثوب البهاء
يتبختر بخيلاء
ويتوشح بالسحر